-
تُعدّ مكتبة كلية التربية الأساسية في جامعة كركوك حجر الزاوية في المنظومة التعليمية والمعرفية للكلية، فهي ليست مجرّد مكان لحفظ الكتب والمراجع، بل تمثل حاضنة فكرية وموردًا معرفيًا متجددًا يلبي احتياجات الطلبة والباحثين وأعضاء هيئة التدريس على حد سواء. فمنذ تأسيسها، سعت المكتبة إلى توفير بيئة علمية محفزة، تُعنى بتيسير الوصول إلى مصادر المعرفة وتنظيمها بطرق حديثة تواكب التغيرات المتسارعة في عالم المعلومات.
ولأن التعليم الجاد لا يكتمل إلا بوجود مصادر موثوقة، وفضاءات تتيح للطلبة البحث والتفكير والتحليل، فقد أُنشئت المكتبة لتكون القلب النابض للكلية، والمكان الذي تنمو فيه الفكرة وتتسع فيه آفاق العلم. وقد حرصت إدارة المكتبة على تنويع مصادرها الورقية والإلكترونية، لتشمل مجالات متعددة كعلوم التربية، وعلم النفس، والمناهج، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والعلوم التطبيقية، بما يتماشى مع برامج الكلية وتخصصاتها الأكاديمية.
تقدّم المكتبة اليوم مجموعة من الخدمات الحيوية التي تسهم في إثراء العملية التعليمية، منها الإعارة الداخلية والخارجية، وخدمات الإرشاد المرجعي، وإتاحة الإنترنت لأغراض البحث العلمي، فضلاً عن تدريب الطلبة على مهارات استخدام مصادر المعلومات وتنمية قدراتهم البحثية. وتعمل باستمرار على تطوير نفسها من خلال تحديث الفهارس، واقتناء الإصدارات الجديدة، وتبني نظم رقمية تسهّل على المستفيدين الوصول إلى ما يحتاجونه بأقل جهد ووقت.
كما تلتزم المكتبة بمجموعة من القيم التي تنبثق من فلسفة الجامعة في خدمة العلم والمجتمع، وفي مقدمتها: العدالة في إتاحة المصادر، والجودة في تقديم الخدمات، والمسؤولية في حفظ وصيانة المقتنيات، والانفتاح على المستفيدين من خلال الاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم وتلبيتها قدر الإمكان. وهي تسعى إلى أن تكون مركزًا متطورًا يواكب حركة البحث العلمي في العراق والمنطقة، ويعزز من مكانة الجامعة كصرح أكاديمي فاعل.
وفي هذا الإطار، يُدعى طلبة الكلية، والتدريسيون، والباحثون إلى التفاعل الإيجابي مع المكتبة، والمبادرة في استخدام مرافقها والاستفادة من خدماتها، والمساهمة في الحفاظ عليها كمؤسسة علمية مشتركة، وذلك من خلال احترام قواعدها، والمشاركة في أنشطتها، واقتراح سبل تطويرها بما يخدم الصالح العام.
إن مكتبة كلية التربية الأساسية لا تقف عند حدود تقديم الكتاب أو المادة العلمية فحسب، بل هي جزء من مشروع تربوي متكامل يرمي إلى بناء الإنسان المتعلم، الواعي، القادر على التغيير والإسهام في تطوير مجتمعه. ومن هذا المنطلق، فإن العمل على تعزيز ثقافة المكتبة، وتشجيع القراءة والبحث، ينبغي أن يكون جزءًا لا يتجزأ من ممارساتنا التعليمية واليومية، سواء على مستوى الطلبة أو الكادر الأكاديمي.
في الختام، نؤكد أن مكتبة الكلية ستظل مفتوحة للجميع، بوصفها فضاءً جامعًا للمعرفة، ومساحةً للحوار العلمي، ومنصةً لدعم كل من يسعى إلى التعلم والتفوق. ومن خلالها، تبني الكلية جسورًا بين الماضي والمستقبل، بين النص والواقع، بين النظرية والممارسة، من أجل غدٍ أفضل لطلبتنا ولمجتمعنا الأكاديمي بأسره.
كلية التربية الاساسية – جامعة كركوك