نبذة عن شعبة:

تُشكّل المكتبة الجامعية في أي مؤسسة تعليمية محورًا أساسيًا في دعم البرامج الأكاديمية والبحثية، وتُعد من أهم البُنى التحتية التي ترتكز عليها العملية التعليمية المعاصرة. إنها ليست مجرد مستودع للمصادر الورقية أو الإلكترونية، بل هي فضاء علمي ومعرفي متكامل، يتيح للطلبة والباحثين وأعضاء هيئة التدريس الوصول إلى المعلومة الدقيقة، وتنمية مهارات التفكير النقدي، وتطوير أساليب البحث والتحليل. ومن هنا، تبرز أهمية مكتبة كلية التربية الأساسية – جامعة كركوك، التي تمثل ذراعًا معرفيًا حيويًا ضمن منظومة الكلية الأكاديمية، وتضطلع بدور فعّال في تعزيز جودة التعليم ورفد الطلبة بالمصادر العلمية الحديثة والموثوقة.

لقد تأسست مكتبة الكلية لتكون مركزًا متكاملاً يوفر بيئة تعليمية وبحثية متطورة، تلبّي احتياجات مختلف التخصصات التي تطرحها الكلية، بدءًا من علوم التربية والمناهج وطرائق التدريس، مرورًا بعلم النفس واللغات والعلوم التطبيقية، وانتهاءً بالمجالات الإنسانية والاجتماعية. وقد حرصت إدارة المكتبة منذ نشأتها على تطوير بنيتها التحتية وتنظيم مقتنياتها وفق أحدث الأساليب المكتبية، بما يواكب التحولات المتسارعة في تقنيات المعرفة وأدواتها.

يهدف هذا الدليل إلى تعريف رواد المكتبة – من طلبة وأكاديميين وباحثين – بالخدمات المتوفرة في المكتبة، ونظام الإعارة المعتمد، والمصادر المتاحة، فضلاً عن توضيح قواعد الاستخدام والضوابط التنظيمية التي تضمن حسن سير العمل، وصيانة المقتنيات، وتوفير بيئة علمية هادئة ومنضبطة للجميع. كما يعرض الدليل لمحة عن رؤية المكتبة ورسالتها وأهدافها، ويوضح الدور الذي تؤديه في دعم العملية التعليمية في الكلية من خلال الربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي.

وتأتي أهمية هذا الدليل من كونه مرجعًا إجرائيًا وإرشاديًا يساعد المستفيدين في التعامل السليم مع مرافق المكتبة، ويُيسّر عليهم سُبل الوصول إلى مصادر المعلومات، ويُعزّز من فهمهم لطبيعة الخدمات التي يمكنهم الاستفادة منها. إن بناء علاقة فاعلة بين الطالب والمكتبة يبدأ من فهم نظامها والعمل ضمن إطارها، وهو ما يسعى هذا الدليل إلى تحقيقه من خلال الشرح المبسّط والواضح للسياسات والإجراءات المعتمدة.

إن مكتبة كلية التربية الأساسية تلتزم برؤية أكاديمية تسعى إلى التطوير المستمر، والارتقاء بخدماتها، واستيعاب التحولات الرقمية التي يشهدها قطاع المعلومات في الجامعات الحديثة، ولذلك فهي تعمل على تحديث مقتنياتها، وتوسيع نطاق مصادرها، وتوفير بيئة معرفية تتسم بالحداثة والانفتاح. وبذلك، فهي تضع على عاتقها مسؤولية المشاركة الفاعلة في صناعة بيئة جامعية نابضة بالحياة الفكرية، ومفتوحة على التطوير والمساءلة والجودة.