ندوة علمية متميزة عن المتنبي ورحلاته شرقًا وغربًا

برعاية الأستاذ الدكتور فرهاد عزيز محيي الدين عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية وضمن إطار النشاطات العلمية والثقافية التي تُثري الفكر الأكاديمي نظّم قسم اللغة العربية بالتعاون مع شعبة التعليم المستمر ندوةً علميةً بعنوان "المتنبي ورحلاته شرقًا وغربًا – مالئ الدنيا وشاغل الناس" حاضر فيها السيد العميد شخصيًا إلى جانب الأستاذ الدكتور عماد مجيد علي وكانت الندوة بمثابة رحلةٍ أدبيةٍ في حياة المتنبي الذي جاب بقصائده أصقاع الممالك وملأ الدنيا فخرًا وحكمةً وتمردًا إذ تناول المحاضران رحلاته بين سيف الدولة الحمداني في الشام وكافور الإخشيدي في مصر وبلاطات الأمراء في العراق وفارس موضحين كيف انعكست هذه الرحلات على شعره وجعلته أيقونةً أدبيةً تجاوزت زمانها ومكانها كما تألقت الندوة بتحليلٍ دقيقٍ لبنية شعر المتنبي إذ أوضح الأستاذ الدكتور فرهاد عزيز محيي الدين كيف أن المتنبي لم يكن مجرد شاعر بلاط بل كان شاعرًا فلسفيًا يعكس في شعره صراع الإنسان مع الواقع وطموحه في تحقيق المجد الذي لطالما حلم به كما سلط الضوء على بلاغته الفريدة وبنائه الشعري المحكم الذي جمع بين فصاحة اللغة وعمق المعنى مستشهدًا بأبياتٍ من ديوانه وموضحًا دلالاتها الفكرية والنفسية وركّز الدكتور عماد مجيد علي على الأبعاد السياسية والاجتماعية التي أحاطت بالمتنبي موضحًا كيف أن تقلباته بين الملوك والأمراء كانت انعكاسًا لصراع أكبر بين السلطة والمثقف في العصور المختلفة مما جعل شعره وثيقةً تاريخيةً بقدر ما هو عملٌ أدبيٌ خالد .