كانت السماء في ذلك اليوم تئنُّ بصمت وكأنّها تواسي الأرض التي تشقّقت حزناً على أبنائها والهواء يختنق بغبار زمنٍ يحمل في طيّاته أنين أمهات أضناهنَّ الفقد وزفرات آباء صلبتهم المصائب ورغم ذلك وقفوا كالجبال أمام طغيان الأقدار .
يوم الشهيد الفيلي هذا الجرح العميق الذي لا يندمل صار وشماً على ذاكرة الوطن وشهادة حيّة على بشاعة الظلم وحكاية صبرٍ لم يعرف الانتهاء
وعبر سيادة عميد كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ الدكتور فرهاد عزيز محيي الدين في تصريح له بأن استذكار هؤلاء الشهداء ليس واجبًا موسميًا بل هو التزام دائم نحو الإنسانية والعدالة إذ يجب أن تكون ذكراهم درسًا للأجيال القادمة حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي وما نقدمه ليس تعزيةً بقدر ما هو تجديد عهدٍ بأن أرواحهم ستظل منارة تنير طريق الحق والكرامة .
على تلك الصفحات التي كتبها التاريخ بدماء الأبرياء ارتفعت الأرواح الكوردية الفيلية إلى بارئها حاملة معها حلم الوطن الذي لم يُمهلها الطغاة لتحقيقه في صمت المقابر الجماعية وتحت أنقاض الظلم استودعت تلك الأرواح أحلامها ولم تدرِ أن غيابها سيغدو نشيداً يخلّده التاريخ ونبراساً يضيء درب الحرية لكل مظلوم .