في صباحٍ بهيّ، أشرقت فيه شمس النصر لتضيء سماء كلية التربية للعلوم الإنسانية، شهدت الأروقة حدثًا لا يقلّ مهابة عن معاني الوطن، كان يومًا استثنائيًا، اذ امتزجت فيه رموز السيادة مع عطر التضحية، حين أُقيمت مراسم تبديل العلم العراقي، ليبقى خفاقًا في عليائه، رايةً للحرية والوحدة، وبرعاية كريمة من السيد عميد الكلية الاستاذ الدكتور فرهاد عزيز محيي الدين، الشخصية التي جسدت في قيادتها رؤى وطنية متجذرة وحسًا تربويًا عميقًا، وفي هذه اللحظة المشبعة بالمجد، كان السيد أشدار كريم جمعة، موظف شعبة المتابعة، هو اليد الأمينة التي تشرفت بحمل الراية، ليبدلها بروحٍ ملؤها الاعتزاز والفخر، تلك اليد التي رفعت العلم العراقي، وكأنما ترفع قلبًا نابضًا بأحلام الملايين، ليظلَّ شامخًا، لا تنحني له ريح، ولا تطاله أيدي المعتدين .
وصرح سيادة العميد بان تبديل العلم في يوم النصر لم يكن مجرد فعلٍ رمزيّ، بل كان رسالةً خطّتها الأقدار، لتقول إن هذه الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء ستظل دائمًا تنبض بالعزة والكرامة، علمٌ يمثل الوطن بأسره، بكل أطيافه وألوانه، علمٌ يحمل في طياته ذكرى أولئك الذين صانوه بدمائهم وحافظوا على هيبته .