أقام قسم الجغرافية التطبيقية في كلية الآداب بجامعة كركوك ندوة علمية عن الإدمان على المخدرات وسبل الوقاية والعلاج ومكافحتها، وبمشاركة أساتذة وباحثين يوم الثلاثاء 11/4/2023 م
وهدفت الندوة إلى الإسهام في التعريف بالمخدرات قانونيا ونفسيا واجتماعيا، وتعزيز الوعي لدى الشباب الجامعي في مختلف مؤسساته، ولا سيما المؤسسات التعليمية ودور الطلبة في مجال مكافحة المخدرات، والاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية في مجال مكافحة المخدرات، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي لدى طلبة الجامعات بأضرار المخدرات.
وتضمنت الندوة التي أقيمت بعنوان (المخدرات... المضار وسبل العلاج) كلمة الافتتاح للسيد عميد كلية الآداب أ. د عمر نجم الدين انجه حيث بين حكم المخدرات في الدين الإسلامي بقوله بين العلماء إن الشريعة الإسلامية إنما جاءت للمحافظة على ضروريات الحياة الخمس، والتي تشكل كينونة الإنسان المادية والمعنوية، وهي: الدين والنفس والنسل والعقل والمال؛ والناظر لآثار المخدرات بكل أنواعها وسائر نتائجها يراها تشكل خطرا واضحا واعتداء سافرا وتهديدا قاطعا لهذه الضروريات الخمس؛ فمتعاطي المخدرات لا يبالي بأحكام دينه، ولا يلتفت لواجبه نحو خالقه، فلا يحرص على طاعته، ولا يخشى معصيته، مما يترتب عليه فساد دينه وضياع آخرته.
فالمخدرات مذهبة للعقل، ومصادمة للدين الآمر بمنع كل ضار بالفرد والمجتمع، وقد اكتشف العلماء ولا يزالون يكتشفون المزيد مما يتعلق بالآفات الجسمية للمخدرات، أما على الدماغ أو على القلب أو على سائر أعضاء الإنسان
لما تقدم- وهو قليل من كثير في تصوير حالة المخدوع الهالك بالمخدرات- كان حكمها التحريم القاطع بلا خلاف؛ وذلك لثبوت آثارها السلبية السيئة، ومضارها القاطعة اليقينية، ومخاطرها المحققة على الأفراد والمجتمعات البشرية، وأما الأدلة التي اعتمدها العلماء في تحريم المخدرات فمنها:
قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)
وتناولت الندوة عدة محاضرات جاءت المحاضرة الأولى لمسؤولة وحدة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي (ا. د. سلوى جرجيس سلمان) من قسم اللغة كلية الآداب العراق
تحت عنوان (المضار الاجتماعية والأسرية لظاهرة المخدرات)
والمحاضرة الثانية للأستاذ المساعد الدكتور (محمد حسن المرعي) بعنوان (التدخل القانوني للحد من ظاهرة المخدرات)
والمحاضرة الثالثة للدكتورة نورجان عادل محمود بعنوان (المضار النفسية لظاهرة الإدمان على المخدرات)
وفي الختام اختتمت الندوة
بتوصيات عديدة منها:
لعل أهم توصيات الندوة تتلخص بجملة ترتيبات من الضروري العمل بها على مستويات زمنية قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى نوجزها بالآتي:
أولا: ترتيبات على المدى القصير (3-1سنة):
1.الجانب القانوني: تفعيل قانون المخدرات بما ينسجم مع التطورات والتحديات التي تشكلها ظاهرة الإدمان ومع ما ينسجم مع الدول المتقدمة في هذا المجال، وتقوية دور الشرطة
المجتمعية، فضلا عن إحكام السيطرة الكاملة على جميع المنافذ وخط الحدود البرية والبحرية، وتعزيز الجهد الاستخباري والتقني والتنسيقي مع الدول المجاورة.
2. الجانب الإعلامي: توجيه القنوات التلفازية والإذاعات المحلية فضلا عن شبكات التواصل الاجتماعي لإعداد البرامج الأسبوعية والفواصل والإعلانات والدراما لشرح مخاطر المخدرات وآثارها على الأمن الإنساني، وكيفية الوقاية منها وعلاجها، وتشجيع المتعاطين
على التعاون مع الأجهزة الأمنية.
3. الجانب التربوي: إلزام إدارات المدارس والجامعات بإقامة فعالية واحدة على الأقل في كل فصل دراسي كالمؤتمرات والندوات أو المحاضرات أو المسرحيات المحذرة من مخاطر
المخدرات ولكافة المراحل الدراسية، فضلا عن تشجيع البحث في هذا الموضوع من خلال رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه وتقديم الدعم الفني والمالي لها.
4. الجانب العلاجي: الحرص العالي على إعادة تأهيل المتعاطين والمدمنين بموجب دامج صحية ونفسية مناسبة
5. المنبر الديني: مفاتحة المرجعيات الدينية لغرض حث رجال الدين لتنبيه الناس بمخاطر المخدرات وحرمتها، كذلك ضرورة قيام الوقفين الشيعي والسني بمتابعة الجوامع والحسينيات من خلال خطة توعوية شاملة.
6. البرنامج المجتمعي: توعية المجتمع لا سيما من خلال منظمات المجتمع المدني والقوى الفاعلة في المجتمع بالتداعيات الناجمة عن تفشي ظاهرة المخدرات وأبعادها الاقتصادية والصحية والاجتماعية وإشراكهم في تقديم المقترحات ووضع السياسات الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة.
7. الجانب التقني: فتح مختبر متخصص مزود بأحدث المعدات لكشف وفحص المخدرات في كل محافظة.
ثانيا: الترتيبات على المدى المتوسط: (5-3سنوات)
1. تفعيل الدور التنموي للدولة عبر سياسات وبرامج مستجيبة لأبعاد التنمية المستدامة.
2. إقرار حدود سياسات اجتماعية واقعية كخيارات استراتيجية للتخفيف من الفقر وسياسة
التشغيل الوطنية والاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم
وغيرها من الاستراتيجيات الوطنية
3. أن تسعى السياسة الاجتماعية إلى تعزيز حالة الاندماج الاجتماعي ورأب الصدع بين المكونات وحالة التشظي التي يعاني منها المجتمع العراقي من خلال تعزيز الثقافة
الاندماجية وتحسين جودة نوعية الحياة وبما يؤدي إلى ترصين وتمتين الروابط المجتمعية
واستنهاض منظومات القيم الإيجابية في المجتمع العراقي باعتبارها الرد الأنسب على
التشوهات التي لحقت بالنسيج المجتمعي وأفرزت ظواهر ومشكلات تهدد حظيرة المجتمع
ومستقبل أجياله.
ثالثا: ترتيبات على المدى الطويل (10-5سنوات)
1. وضع سياسة اجتماعية- جنائية جديدة خاصة بمكافحة المخدرات، تأخذ في الاعتبار
التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المجتمع.
2. انشاء بنايات جديدة للمؤسسات الإصلاحية ذات مرافق عمرانية تأخذ في الاعتبار أهدافها
الإصلاحية وتستفيد من الخبرات الدولية في هذا الصدد.
3. انشاء مراكز متخصصة بعلاج وتأهيل مرضى الإدمان في كل المحافظات تقوم بنشاطات
مستمرة ومنها في سبيل المثال: الدورات التدريبية وبناء القدرات وعمليات التقويم.
كلية الآداب تقيم ندوة علمية دولية حول المخدرات... المخاطر وسبل الوقاية والعلاج.
الزيارات: 414 TIMES